محركات البحث ودورها في استخبارات المصادر المفتوحة

تلعب محركات البحث وفي مقدمتها غوغل دوراً كبيراً في استخلاص المعلومات الاستخبارتية من المصادر المفتوحة ولكن هناك تقنيات وأساليب لا يستخدمها الفرد العادي في البحث بتلك المحركات وهي ما تجعل النتائج أكثر دقة . تسمى هذه التقنيات:
Search Engine Operators
لكل محرك بحث سواء كان غوغل , ياندكس أو بايدو مشغلات خاصة تستخدم من أجل بحث أكثر دقة . كمثال عملي على استخدام محركات البحث في استخبارات المصادر المفتوحة هو كشف محلل استخبارات المصادر المفتوحة عن صفحات مواقع ويب أو الحصول على معلومات لا تظهر في طبيعة الأحوال للمستخدم العادي .المستخدم العادي يقوم بوضع كلمة البحث في محرك البحث ومن ثم يقوم بالبحث في الصفحة الأولى لمحرك البحث غوغل على سبيل المثال . ولكن هذا الأمر مختلف بالنسبة لنا كمحللي استخبارات في المصادر المفتوحة تهمنا الصفحة الثانية , الثالثة , الرابعة ولربما جميع الصفحات . نبحث ما بين السطور كباحث لإبرة في قوم قش ! .
بالطبع هذا لا يكفي ! طريقة البحث لا تكون عادية ولكن نستخدم تقريبا جميع مشغلات محركات البحث ولا نكتفي بمحرك البحث غوغل ونبحث أيضاً في ياندكس , بايدو , ياهو , مايكروسوفت وغيرها الكثير. هذا مع وجود المشغلات المختلفة حسب الحالة التي لدينا .
فيما يلي سنشرح مثال حقيقي على أرض الواقع يبين إلى أي مدى ممكن أن تفيد مشغلات محركات البحث في الحصول على معلومات استخباراتية لدول كبيرة ومن ثم إلقاء القبض على الجواسيس العاملين في تلك الدول عن طريق اختراق شبكاتهم بواسطة مشغلات محرك بحث غوغل !
إيران تخترق شبكة اتصالات سرية عاملة على أراضيها تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA عن طريق بحث غوغل .

تمكنت إيران من استخدام Google لاختراق شبكة اتصالات سرية تابعة لوكالة المخابرات المركزية كانت تُستخدم للاتصال بوكلاء ومخبرين في جميع أنحاء العالم – وهو خرق يبدو أنه تسبب في الكشف عن مصادر وکالة المخابرات الامريكية وإعدامها لمشغلين مرتبطين معها في الصين وإيران ، وفقًا لتقارير Yahoo News. تم الإبلاغ ضباط مكافحة التجسس الإيرانيين حول وجود شبكة اتصالات على شبكة الإنترنت على الأرجح من قبل عميل مزدوج تمت دعوته إلى أحد المواقع. بمجرد أن علموا بوجودها ، تمكنوا من استخدام عمليات البحث المتقدمة على Google لتحديد مواقع الويب المماثلة التي كانت تستخدمها وكالة المخابرات المركزية أيضًا للتحدث إلى الأصول في البلدان الأجنبية. سمح ذلك للإيرانيين بالاستماع إلى الجواسيس والتعرف عليهم. على الرغم من التسوية في إيران ، واصلت وكالة المخابرات المركزية استخدام النظام بين عامي 2009 و 2013. اخترقت الصين لاحقًا نفس الشبكة ، وبحسب ما ورد حددت أكثر من عشرين مصدرًا من وكالة المخابرات المركزية الذين قُتلوا بعد ذلك. قال مسؤول سابق في الأمن القومي: “ما زلنا نتعامل مع التداعيات”. “قتل العشرات من الناس حول العالم بسبب هذا”.
وبهذا المثال الواقعي ندرك لأي مدى يمكن أن تؤثر نتائج البحث في غوغل لاستخراج معلومات استخباراتية ذات قيمة عالية ولكن هذا لا يمكن أن يتم دون استخدام تقنيات وأساليب محللي استخبارات المصادر المفتوحة التي سنشرحها في الدرس القادم.